دمعات قلب بارت15الى20
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الدمعة الخامسة والسادس عشر
15
وقف طارق في شرفة غرفته بالفندق في الإسكندرية والتقط نفسا عميقا من هواء البحر المنعش أمامه قرب منتصف الليل وتأمله قليلا ثم أخرج هاتفه الجوال من جيبه وضغط أحد أزراره وإنتظر قليلا ليسمع من الطرف الآخر صوت هالة الهادئ تقول بابتسامة واضحة في صوتها أهلا بالعريس. كيف حالك وكيف العروس
أبتسم وهو يجيبها قائلا بخير والحمد لله. أنت كيف حالك وكيف حال أمي والأولاد
أجابته بنفس الرقة قائلة نحن بخير والحمد لله. لكن القبيلة بأسرها نيام. حتى أنا كنت في طريقي إلى النوم.
منحها ضحكة خاڤتة وهو يقول أسف على إزعاجك إذا...لقد أردت فقط أن أشكرك وأدعو لك الله أن يحميك ويبارك لك في صحتك وأطفالك...لقد كنت سببا في سعادتي يا هالة ولن أفيك حقك يوما.
سرت قشعريرة باردة في جسده حينما سمع جملتها الأخيرة فقال لينهي المكالمة وأمثالك أيضا يا هالة. انتبهي لنفسك والأولاد. تصبحين على خير.
لم يكد يسمع ردها حتى أنهى المكالمة وزفر في عمق وظل يطالع البحر للحظات قبل أن يلتفت ليعود إلى الغرفة. ولكنه أجفل بمجرد أن الټفت
إذ وجد سمر واقفة على باب الشرفة ساندة كتفها على حافته وعاقدة ذراعيها أمامها وفي عينيها نفس النظرة الباردة المحيرة فقال بدهشة سمر منذ متى وأنت هنا
ثم قالت تقلده لقد اتصلت كي أدعو لك الله أن يحميك ويبارك لك في صحتك وأطفالك. وعاد صوتها إلى نبرته الغاضبة وهي تقول تتصل بضرتي وأنا معك في شهر العسل
قالتها والتفتت غاضبة لتدخل إلى غرفتهما فلحقها طارق وأمسك بذراعها يوقفها قائلا بابتسامة واسعة سأتغاضى عن سخريتك والإهانة التي تلفظت بها قبل قليل لعلمي أنك تغارين.
حاولت أن تجذب ذراعها من قبضته وهي تقول بضيق ابتعد عني فأنا لا أغار عليك.
شدد قبضته على ذراعها وقربها منه وقال وهو يغوص في عينيها بحب بل تغارين ولهذا ضايقك اتصالي بهالة.
مطت شفتيها قائلة فلماذا لم تتصل مبكرا لتكلم أبناء أخيك لقد اتصلت متأخرا حتى ترد هي عليك.
ضحك منها وقبل جبهتها قائلا والله لم أتعمد ذلك...فنحن نخرج كل يوم ونعود متأخرا واليوم عدنا مبكرا عن كل ليلة فاتصلت بهم وأنت تغيرين ملابسك.
ثم قرص وجنتها بخفة قائلا ثم هل تنكرين أن هالة هي السبب في إقناع والدي بزواجنا أنت أقنعتني بالزواج منها لصالح أبناء حازم رحمه الله وهي ساعدتنا بالزواج. أقسم لك أن هالة مثل البلسم وأثق أنك ستحبينها حينما ترينها.
ضحكت لمجرد تخيله وهو يدغدغها كالمعتاد كلما أراد منها شيئا ثم رفعت سبابتها محذرة وهي تقول سأسامحك هذه المرة فقط. لكني لا أعرف ماذا سأفعل في المرة القادمة.
ضحك ثانية وهو يقبل وجنتها في الموقع الذي قرصه قائلا توبة يا حبيبتي...لن أضايقك ثانية.
أما هالة فما أن أنهى طارق الاتصال حتى تنهدت في عمق واحتضنت هاتفها في هدوء وهي تنظر إلى موضع نوم زوجها على الفراش.
زوجها الصوري الذي يعتبرها أخته واتصل بها من جوار عروسه ليبلغها مدى امتنانه لها وسعادته بهذه الزيجة...
الزيجة التي ساعدته في إتمامها وهي لا تدري هل ستسعد هي الأخرى أم لا.
كانت مشاعرها مضطربة
فهي ليست حزينة لزواجه
ولكنها ليست سعيدة أيضا.
لقد تزوجته مرغمة وهو كذلك
لكن ابتعاده عنها منذ الزواج صدمها
وزادت صډمتها باعترافه لها بحبه لزميلته.
كانت كلماته في ذلك اليوم لا تزال تدوي في أذنيها وهو يعترف بأن حبيبته اشترطت أن يكون زواجه من أرملة شقيقه صوريا.
مزقها اعترافه في هذا اليوم ودمر حلمها الوليد في أن يكون هذا الزوج بحنانه وتفهمه عوضا لها عن زوجها السابق...عن شقيقه.
هزت رأسها في عڼف وكأنها تنفض عنه أفكاره ونهرت قلبها على هذه المشاعر التي وجدتها مشاعر ماجنة وفاسقة...
لقد أعلنت لحميها من قبل أنها لن تقبل الزواج بعد حازم رحمه الله بل وتزوجت شقيقه مرغمة لحماية أطفالها. وقد أتتها الفرصة لتفي بما قالت من قبل فلماذا تضيعها
ثم مسحت بقوة دمعة متمردة تسللت من عينيها وهي تتذكر نصيحة أمها بأن تحول طارق إلى أخ أو صديق بدلا من أن تعلق نفسها بأوهام واهية.
نعم...طارق مجرد صديق ولن يتحول إلى أي خانة أخرى.
الدمعة السادسة عشر
16
فتح طارق باب المبرد في ضجر بحثا عن طعام الغذاء لكنه لم يجد سوى قارورة مياه نصف ممتلئة وبعض الأطباق الصغيرة التي تحوي جبنا وزيتونا وزجاجة حليب شارفت على الإنتهاء فمط شفتيه وأخرج غضبه في باب المبرد الذي دفعه پعنف هز المبرد بقوة. ثم الټفت إلى الموقد الذي لم يجد فوقه أي أواني طهي ففتح باب الفرن عله يحوي طعام الغذاء الذي طهته زوجته المصون. ولكن بحثه باء بالفشل للمرة الثانية فزفر في قوة وهو يهتف بغيظ من بين أسنانه حسبي الله ونعم الوكيل...أين ذهبت هذه المچنونة دون أن تطبخ طعام الغذاء
قالها وهو يضغط أزرار هاتفه الجوال ليطلب سمر للمرة العاشرة منذ عودته من المستشفى ليسمع نفس الرسالة التي زادت من عصبيته الهاتف الذي طلبته غير متاح حاليا من فضلك حاول الاتصال في وقت لاحق mobile you
لم يمنح السيدة الإلكترونية الفرصة لإتمام رسالتها باللغة الإنجليزية لأنه أنهى المكالمة والشرر يتطاير من عينيه قبل أن يلقي الهاتف بعيدا ليسقط على أريكة الأنتريه.
ظل يدور قليلا في أرجاء الشقة ثم ما لبث أن جلس متحفزا على مقعد الأنتريه المواجه لباب الشقة في إنتظار عودة زوجته.
وبعد ساعة أخرى من الانتظار_ مرت عليه كالدهر_ سمع صوت المفتاح يدور في الباب فرفع عينيه في بطء ليرى زوجته تدخل في هدوء ولا يبدو عليها أي انزعاج من التأخير وابتدرته بقولها حبيبي...متى عدت
أجابها من بين أسنانه قائلا منذ ساعتين...أين كنت لقد طلبتك عند والدتك وأخبرتني أنها لم ترك منذ يومين.
قالت بلامبالاة وكأنها لم تسمعه عظيم...هل أعددت لنا الغذاء إنني أتضور جوعا.
إتسعت عيناه وعاد الشرر يتطاير منهما وهو يهتف بها ماذا أنا الذي أعد الغذاء وأين كنت منذ الظهيرة لماذا لم تعديه مسبقا مثل باقي الزوجات العاملات
اقتربت وهي تجيبه ببرود أغاظه ألم نتفق من قبل على تقسيم المهام المنزلية بيننا وما دمت أتيت قبلي فلماذا لم تجهز كيسا من المكرونة وتخرج أي كيس لحم أو دجاج من المجمد
استشاط ڠضبا وهو يهتف دون وعي هل تمزحين جراح لم ينم طول الليل بسبب جراحة معقدة وظل في المستشفى حتى الثانية ظهرا دون راحة وعاد إلى منزله يتوق إلى وجبة ساخنة وفراش وثير لكنه لم يجد زوجته ولا أي شيء يؤكل في