دمعات قلب بارت9الى14
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الدمعة التاسعة والعاشرة
9
دلفت هالة إلى شقتها في هدوء وهي تمني نفسها بقضاء بعض الوقت في سکينة قبل وصول ولديها العاصف
ولكنها ما أن تقدمت خطوتين إلى الداخل حتى وجدت أمها وزوجها بل وحميها أيضا جالسين في الردهة والصمت يلفهم.
لوهلة انقبض قلبها إلا أنها سارعت برسم ابتسامة ترحيب على وجهها لم تنجح في محو القلق من صوتها وهي تقول مرحبا بك يا عماه..يالها من مفاجأة سارة.
ثم ما لبث قلقها أن تغلب عليها فقالت في سرعة ماذا هناك لماذا انتم صامتين هكذا هل حدث شيء لهند أين هي
وبفزع قلب الأم هرعت إلى غرفة الصغيرة لتجدها نائمة في هدوء وحرارتها عادية فتنهدت في عمق وارتياح قبل أن تعود إلى الردهة ثانية وتقول بابتسامة مرتبكة آسفة لانفعالي...لقد قلقت علىهند.
تنهد الرجل قائلا عندما لم تأت جئت أنا.
جلست إلى جوار أمها قائلة إنها المشاغل يا عماه..فأنا في العمل صباحا وبعد الظهر أراجع مع الأولاد دروسهم وهي مسئولية مرهقة للغاية كما تعلم لذا ما أن ينام الأولاد حتى أنام أنا الأخرى فورا حتى أنني في بعض الأوقات لا أرى الفراش من شدة التعب.
قال بتهكم واضح.
عقدت حاجبيها للحظات ولم تعقب في حين تابع هو بنفس اللهجة التهكمية لقد ظننت أن هناك سببا أكثر أهمية يمنعك من زيارة البلدة كان يكون ركوب السيارة لمسافات طويلة خطړا عليك.
قال الرجل بخبث ريفي إذا فلا يوجد شيء في الطريق.
انتبهت فجأة لمغزى حديثه فقالت بابتسامة مرتبكة وهي تتبادل النظرات مع أمهالا لم يأذن المولى بعد.
اقترب بوجهه منها قائلا بتهكم طبعا لا يوجد شيء لأنه لا يأتي باللاسلكي.
احتقن وجهها بدماء الحرج وشعرت بحرارة فائقة تلهب جسمها كله وهي تسمع حميها يقول هذا وأغاظها صمت زوجها الذي أحنى رأسه أرضا فالتفتت إلى أمها تطلب منها العون ولم يكن حال الأم بأفضل من حال ابنتها لذا هبتهالة واقفة وهي ترتجف من الانفعال قائلة ماذا تعني يا عمي
أدارت عينيها إلى زوجها في حدة إلا أن وجهه كان لا يزال أرضا وشعرت بجفاف حلقها فقالت مدافعة عن نفسها أأخبرك هو بذلك
زاد الحزم في صوت حميها وهو يقول أخبرني أو لم يفعل ليس هو المهم المهم هو أنني أعرف بالفعل كما أنني لست أعمى. طارق ابني تتمناه ألف فتاة لم يسبق لها الزواج بعد ومع ذلك وافق على الزواج منك ولا أعتقد أن هذه طريقة سوية لرد الجميل.
شعرتهالة بالأرض تميد تحت قدميها فجلست على أقرب مقعد ذاهلة وعيناها لا تفارقان وجهطارق في حين اعترضت أمها قائلة يا حاجحفني هذا الكلام لا داعي له كلانا يعلم ظروف الزواج وليس لنا أن نتدخل في حياتهما.
أجابته بثقة هذه أسرار شخصية ولا يحق لمخلوق سواهما معرفتها حتى أنا وأنت.
سألها بحدة أتقصدين أن الخطأ يقع الآن على ابني لأنه باح لي بمكنونات صدره لأنه شاركني همومه
همت بالرد عليه عندما هتفتهالة بطارق بصوت مبحوح قائلة قل الحقيقة قل أنني بريئة من هذا الاتهام.
إلا أن القول لم يأت من بين شفتي زوجها الذي أحاط رأسه بكفيه وكأنه يسد أذنيه عن صوتها.
القول أتى من حميها العمدة فقد قال في غلظة الحقيقة هي أنك إن لم تعدلي عن أفعالك غير المسئولة تلك فسأزوجه من أجمل بنات مصر. أتفهمين
قالها ونهض مغادرا الشقة لينهي المناقشة بأوامره كالمعتاد.
وساد صمت مطبق للحظات قطعه صوتهالة المنفعل وهي تهتف بزوجها قائلة لماذا لم تعترف بل لماذا كذبت من الأساس أنا تمنعت عليك لماذا لم تخبره أنك قضيت ليلة زواجنا في الشرفة لماذا لم تخبره بأنك غيرت نوباتك في المستشفى لتقضي الليل بطوله هناك وتنام هنا فترة وجودي بالمدرسة لماذا لم تخبره بالحقيقة
وأخرجت غيظها في الحجاب الذي نزعته عن رأسها في حدة وألقته بعيدا قبل أن تسمح لدموعها بالانهمار على وجهها في سرعة.
وظلطارق على وضعه للحظات أخرى قبل أن يقول بصوت خفيض آسف ياهالة لقد حدث سوء تفاهم.
هتفت من بين دموعها قائلة سوء تفاهم! أبعد كل هذا تقول سوء تفاهم ألم يلحظ والدك أنك لا ترتدي دبلة في إصبعك ألم يلحظ أن زواجنا مقصور فقط على العائلة ولا يعلمه أي من أصدقائك أو زملائك
فتح فمه ليجيبها عندما بادرته قائلة وحتى لو أنني ابتعدت عنك فكيف تخبر والدك بأسرار زواجنا أمي نفسها والتي تقيم معنا تحت نفس السقف لا تدري شيئا عن هذا وأنت تخبر أبيك بالأكاذيب عني لماذا لم تخبره بأنك أنت بدأت بالابتعاد
هتف بها بارتباك قائلا هالة! أنا لم أخبره أيا مما قال.
ثم استدار يستنجد بأم زوجته قائلا صدقيني يا أمي أنا لست صغيرا إلى هذا الحد.
مسحتهالة دموعها في عصبية ونهضت قائلة صغيرا أو كبيرا لا فارق. يكفي أن تخبر أباك أنك مكره على هذا الزواج. ليس هذا فحسب فأفعالك هذه لا تصدر عن رجل مكره على الزواج فقط بل عن رجل يحب ويخشى أن يخون حبيبته.
اتسعت عيناه في دهشة وارتجفت شفتاه للحظات قبل أن يلتقط مفاتيح سيارته ويسرع مغادرا المنزل.
الدمعة العاشرة
10
فتحتهالة باب غرفتها في هدوء ودلفت إليها في خفة كي لا توقظطارق من نومه فقد عاد من عمله منذ بضع ساعات فقط ومن المؤكد أنه نائم الآن.
إلا أن حدسها خاڼها إذ كانطارق مستيقظا بالفعل أو بالأحرى لم ينم بعد رغم عينيه الناعستين وشعره المشعث وملابسه المتهدلة وجلوسه على طرف الفراش.
ولعلمها أنه لن يحادثها كما اعتاد منذ شجارهما الأخير فقد اتجهت مباشرة إلى الصوان وفتحته لتأخذ ما أتت من أجله. وعلى غير توقع جاءها صوته الهاديء يقول هالة أريد التحدث معك.
ورغم دهشتها العارمة فقد حافظت على جمود ملامحها وهي تستدير إليه قائلة في برود خيرا
تنهد في عمق وهو يرمقها بعينيه العسليتين قبل أن يقول بهدوء حازم مشيرا إلى الفراش اجلسي.
مطت شفتيها قبل أن تجلس متصلبة على طرف الفراش دون أن تنبس بحرف وعيناها تنظران في عكس اتجاه جلوسه.
وللحظة ظلطارق يراقبها في صمت وأصابعه تغوص بين خصلات شعره البني الناعم في حركة اعتادت عليهاهالة كلما كان زوجها مرتبكا.
وأخيرا تمالكطارق جأشه ثم تنحنح قائلا إننا لا نتحادث منذ أسبوع رغم أننا نعيش في نفس الشقة.
التفتت إليه قائلة ببرود وهل أنا السبب في ذلك أيضا
تنهد قائلا أنا لا أبحث عن السبب وأعتقد أنه يجب على كلانا أن يخرج ما بداخله كي تستمر الحياة كما قلت أنت من قبل.
تنهدت بدورها قائلة لقد أخرجت ما بداخلي بالفعل وأنت تعرفه جيدا المهم هو ما بداخلك أنت. أم أنك كتوم مثلحازم رحمه الله
هز رأسه قائلا ربما أكون كتوما إلى