الجمعة 08 نوفمبر 2024

دماعت قلب بارت21الى26

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الزينة.
ثم أبدلت ملابسها بالمنامة القطنية وتنهدت بارتياح وهي تنظر إلى شكلها المعتاد ووجهها الخالي من المساحيق وشعرها الأسود الذي عقصته إلى الخلف بعدما رفعت خصلاته القصيرة عن وجهها بمشبك صغير لا يكاد يرى.
وعلى العكس من عصبيتها قبل دخول الحمام خرجت هالة وهي تشعر بعودتها إلى سابق عهدها وإلى قوتها التي خانتها اليوم.
وفي هدوء توجهت إلى المطبخ لتجهز عشاء زوجها أو بالأحرى غدائه الذي لم يتناوله بسبب عمله. وبعد أن رتبت مائدة الطعام طلبت من ابنها هاني أن ينادي عمه للعشاء.
ما أن رأته يقترب من المائدة وابتسامته الجذابة تزين محياه حتى أجبرت نفسها على مغادرة الغرفة لولا أن سبقها وهو يمسك معصمها قائلا بدهشة ألن تتناولين العشاء معي
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
التفتت إليه ببرود قائلة ومنذ متى أتناول العشاء..عشائي منذ عشر سنوات لا يخرج عن الزبادي قليل الدسم وثمرة فاكهة..وقد تناولت الكثير من الحلوى اليوم لذا لن أتناول العشاء.
استعطفها قائلا ولكنني لا أحب الأكل وحدي. على الأقل اجلسي معي.
قالت بنفس البرود لا أحب أن أبدو كمن يعد اللقيمات..سأنادي هيثم وهاني ليتناولا العشاء معك.
وبكل ثقة خطت بعيدا عنه وهي تسمعه يقول بإحباط أولن تسأليني عما حدث بالإجتماع أو تهنئيني بالترقية
للحظة فقدت برودها وهي تلتفت إليه في سعادة حقيقية بنجاحه قبل أن يغلف البرود صوتها وهي تهنئه قائلة ألف مبروك.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ثم ابتعدت لتنادي طفليها إلى العشاء قبل أن تتجه إلى غرفة ابنتها وتحمل الملابس النظيفة عن فراش والدتها وتندس إلى جوار صغيرتها بين أغطيته وتحاول الخلود إلى النوم.
ولكن قبل إنقضاء خمس دقائق شعرت بخطواته في الغرفة وهو يقترب من الفراش وينحني عليها هامسا بخيبة أمل هل نمت دون قبلة المساء
شددت من إغلاق جفنيها وهي تضغط كفيها تحت الغطاء وتشعر بإقترابه منها وهو يواصل بنفس الهمس هالة..بالله عليك قبلي هند نيابة عني..لقد أوحشتني هذه الصغيرة.
لم تدر لم فتحت عينيها فجأة بعد جملته..ربما لأنها شعرت بأن تظاهرها بالنوم أصبح مكشوفا
وربما لأنه كان يقصد التلاعب بمشاعرها
المهم أنها فتحت عينيها لتلتقي بعينيه للحظات انكمشت خلالها أكثر وسط الأغطية وهو يقترب أكثر معتمدا بكفه على ظهر الفراش وبكفه الأخرى على الفراش نفسه حتى تجاوزها وهو يضيف قائلا لقد غيرت رأيي...أفضل أن أقبلها بنفسي.
قالها وهو يقبل الصغيرة على وجنتها بهدوء قبل أن يرفع جذعه ويستقيم ليسألها بلهجة حيادية هل ستقضين ليلتك هنا
أجابته بهزة من رأسها ثم مالبثت أن بررت ذلك قائلة بصوت مبحوح لقد اشتقت إلى مبيتها بين أحضاني.
هز رأسه متفهما وبدت خيبة الأمل على ملامحه وهو يقول حسنا..تصبحين على خير.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ودون أن ينتظر ردها دار على عقبيه وغادر الغرفة سريعا في الوقت الذي دلفت فيه أم هالة ورمقتها بنظرة صارمة تدرك معناها جيدا
لم تستطع أن تواجه نظرة أمها فتظاهرت بالنوم لتهرب مما ستسمعه منها
ولكن الأم أدركت محاولتها فاقتربت منها وهي تقول بلهجة ساخرة هل ستنامين في مكاني الليلة معنى هذا أن أنام أنا إلى جوار طارق.
أجابتها هالة قائلة بلامبالاة وعيونها لا تزال مغلقة عادي..زوج ابنتك مثل ابنك.
جلست الأم على طرف الفراش وجذبت الغطاء عن ابنتها قائلة بنفس اللهجة الساخرة حقا
للحظة تذكرت هالة نفسها وهي تقول نفس الكلمة لطارق في بداية زواجهما حينما طلب منها أن ينفق هو عليها وعلى أبنائها بحجة أنه زوجها. 
يومها سخرت منه لأن زواجهما كان صوريا
واليوم تسخر منها والدتها لأن الزواج لا يزال صوريا رغم محاولات طارق للتقرب منها
نعم هو يحاول التقرب منها وتحويل الزواج إلى زواج فعلي بينما تتهرب هي منه وهي تدرك ذلك جيدا
تدرك محاولاته وتدرك تهربها منه لأنها لا تريد أن تكون مرحلة مؤقتة في حياته أو أن تكون قرصا مسكنا لآلام قلبه الجريح
ولكنها ملزمة بإطاعته شرعا وهي لا تستطيع ذلك.
وكأنما شعرت والدتها بما يدور في خلدها فربتت على كفها قائلة بحنان هالة..أين تدينك أنت حرة في حياتك ولكني لا أستطيع منع نفسي عن نصحك. فأنت لن تتحملي لعڼ الملائكة طوال الليل حتى وإن كان لديك عذرا شرعيا.
ثم قطبت حاجبيها بضيق مصطنع وهي تقول هيا انهضي إلى غرفتك..لا تشاركيني فراشي فهو من حق هند وحدها الآن...فراشي للفتيات فقط وليس للمتزوجات.
قالتها وهي تجذب هالة من الفراش لتنهض بتذمر وتمط شفتيها قائلة ولكن يا أمي....
ربتت والدتها على كفها ثانية بتعاطف ومنحتها إبتسامة تشجيع وهي تقول ابنتي الجميلة مطيعة وتعرف دينها جيدا..والأهم أنها تحب زوجها وتكابر هذا الحب بعناد.
تنهدت هالة بعمق وعادت تمط شفتيها وتهز كتفيها بإستسلام قائلة أمري إلى الله...أمي تطردني من غرفتها ومن أحضانها.
اتسعت ابتسامة والدتها وهي تشير إليها بكفها لتغادر الغرفة.
في هذه الأثناء كان طارق يذرع الغرفة المظلمة ذهابا وإيابا والضيق يملؤه...
الآن فقط شعر بما كان ېمزق هالة وهو يتجاهلها
فهاهي الآن تتجاهل كل محاولاته للتقرب منها
ولها كل الحق في ذلك
فهو لم يمنحها حبه وإهتمامه بها كزوجة من قبل
هو صدمها منذ بداية زواجهما ووضع حدودا للعلاقة بينهما
فلماذا يتوقع منها الآن أن تتقبل منه أي تغيير في هذه الحدود
ولكنه يعترف الآن بخطئه...وبحبه
نعم حبه
لقد تغيرت نظرته إلى هالة منذ طلاقه من سمر
فجأة بدأ ينظر إليها كأنثى
أنثى طالما تعامى عن النظر إليها
أو بالأحرى عن النظر إلى عينيها
لأنه لو كان نظر إلى عينيها منذ زمن لوجد فيهما انعكاس صورته...وانعكاس حبها له
ولكان كل شيء مختلفا الآن.
للحظة لعڼ غباءه وغباء قلبه الذي أعمى عينيه
وللحظة أخرى وسوس له شيطانه أن ېدخن سېجارة ينفث مع دخانها نيران غيظه
لكنه إستعاذ بالله من شيطانه...لقد وعدها هذا الصباح بالتوقف عن الټدخين من أجلها ولابد أن يلتزم بكلمته
ثم إنه ألقى علبة السچائر أمامها في سلة المهملات بالغرفة ولابد أنها أفرغت السلة بعد خروجه.
وبدافع من الفضول فقط ألقى نظرة سريعة على السلة المجاورة لفراشه ليجدها خالية تماما قبل أن يهز رأسه في إعجاب بنشاط هالة.
ثم مالبث أن عاد إلى غيظه من الموقف الذي يواجهه وهو يقف أمام زجاج النافذة المغلق ويتابع بعينيه أضواء الحي تحته ويعيد حساباته مع نفسه
وفجأة تناهى إلى مسامعه حفيف خطوات هادئة مترددة فإلتفت في لهفة كاد معها يرتطم بالطاولة الصغيرة التي كانت لا تزال تحمل حافظة القهوة
ورآها
رآها وسط الظلام تدلف إلى الغرفة بهدوء عاقدة ذراعيها أمام صدرها كالأطفال وضوء الممر خلفها يخفي ملامحها 
لكنه لم يكن بحاجة إلى الضوء كي يرى ملامحها التي نقشت في ذاكرته
وتابعها وهي تغلق الباب خلفها بهدوء وتقترب من الفراش كالمجبرة فترفع أغطيته وتسمي بالله وهي تضربه ثلاث ضربات خفيفة لطرد الشيطان قبل أن تندس داخله بنعومة
حينها لم يمنع نفسه من أن يتأملها على ضوء القمر الوليد الذي تسلل من النافذة وحمل صوته إبتهاجه وهو يسألها _هل تراجعت في رأيك وستبيتين هنا الليلة
أجابته بهدوء وهي تنام على جانبها الأيمن قائلة الفراش لن يكفي ثلاثتنا فإضطررت للعودة.
تقدم إلى الفراش واندس هو الآخر بين أغطيته على الجانب الآخر قائلا بجذل الحمد لله أنك عدت..فلنتحدث قليلا إذا..لقد أصابتني القهوة التي شربتها قبل العشاء بالأرق و..
قاطعته قائلة بضجر _طارق أنا مرهقة طوال اليوم في أعمال المنزل ولا يزال الغد

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات