السبت 09 نوفمبر 2024

دمعات قلب بارت31الى36والاخيره

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

إلى الأمام دوما. حازم رحمه الله كان يعرف ماذا يريد دائما ومستعد للقتال من أجل تحقيق أهدافه. أما أنت فكنت تتقبل دوما ارشادتي وتنفذها دون جدال. لذا كان من الطبيعي أن أرسم لك مسار حياتك طوال الوقت كيلا تتوقف في المنتصف أو تفقد حماسك.
أدار طارق عينيه لتلتقي بعيني والده قائلا بسخرية مريرة إذا كنت تراني عديم الأهلية وغير جدير بالثقة ولهذا حركتني كقطع الشطرنج كما يحلو لك. وأنا أطعتك بكل سذاجة كيلا أكون الابن ا
لعاق.
هتف به والده مدافعا أنا لم أقل ذلك. لقد ربيت رجالا يعتمد عليهم يدركون قيمة العمل والنجاح والمسؤولية. كل ما هنالك أنك لم تحدد حلمك منذ البداية ولهذا تطوعت أنا لأرسمه لك. ولو كان اختياراتي لك مخطئة لما نجحت كجراح ولما سعدت مع هالة.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ضيق طارق حدقتاه وهو يتأمل والده بتمعن ويعترف في قرارة نفسه بذكاء والده ومكره
فهاهو يربط تحريك حياة ولده بنجاحه في العمل وحتى في زواجه الذي لم يكن متحمسا له
ورغم ذلك خرجت كلمات طارق الباردة وهو يقول ببرود ومن قال إنني لم أحدد حلمي ربما كانت دراسة الطب حلما لأغلب الشباب لكنها لم تكن حلمي...لم تكن حلمي الأول على الأقل. هل لاحظت يوما شغفي بكتب الفضاء هل لاحظت صورة عالم الفضاء المصري الدكتور فاروق الباز على مكتبي هل سألتني يوما لماذا أضعها كنت أضعها لأنه كان مثلي الأعلى ولأنني أردت أن أكون مثله. لكنني كما تقول كنت مسالما ولم أحارب من أجل هذا الحلم الذي ضاع كأحلام كثيرة غيره.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
قالها وهو يبتعد عن والده الذي وقف ذاهلا للحظات قبل أن يهمس بصوت متحشرج عالم فضاء ابني عالم فضاء! لماذا لم تصارحني بأحلامك يا ولدي لماذا لم تصر عليها
تنهد طارق في عمق وهو يولي والده ظهره ثم ما لبث أن استدار يواجهه قائلا لم أصارحك لعلمي بأنني لست حازم. منذ طفولتنا وحازم هو ابنك المفضل لأنه يشبهك وأنا ابن والدتي المفضل لأنني أشبهها. ربما استطعت تحقيق أحلامي إذا طال عمر والدتي قليلا لأنها كانت ستدعمني لكنها إرادة الله. صدقني يا أبي أنا لا ألومك على ماضي انقضى. فأنا سعيد بحياتي الآن حتى وإن لم أخترها. لكن أرجوك لا تنه حياتي بطلب جديد. بالله عليك لا تقتلني بطلب الطلاق.
التقط والده شهيقا عميقا حپسه في صدره للحظات قبل أن يطلقه قائلا في ضيق لماذا أعدت سمر إلى عصمتك
شد طارق قامته باعتداد وهو يجيبه بهدوء لدي أسبابي.
سأله والده بلمحة من العصبية وماهي أسبابك كيف أدافع عنك أمام زوجتك وأنا لا أعرف مبرراتك
هز طارق رأسه بإصرار قائلا لن أصرح بأسبابي ولن أجرح سمر بالحديث عنها خلف ظهرها. أشكرك لمحاولتك الدفاع عني لكني لن أتحدث. وأعتقد أنه لم يعد هناك حاجة إلى المزيد من الحديث و....
خرج من ذكرياته على صوت أبواق السيارات المحيطة به وهي تستحثه على التحرك بعد تحول الإشارة إلى اللون الأخضر وانتبه وهو يحرك سيارته إلى أنه اقترب كثيرا من منزله
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وبالفعل لم تكد تنتهي خمس دقائق حتى كان يوقف سيارته أمام المبنى الذي توجد به شقته الخاصة مع سمر.
وفي تكاسل ارتقى درجات السلم وأنامله تعبث بسلسلة مفاتيحه بشرود حتى اقترب من باب الشقة وفتحه ليجد أمامه مفاجأة
فأمامه وجد طارق حقيبة ملابس كبيرة وبضعة صناديق كرتونية فوق بعضها تسد_تقريبا_ طريق الدخول والخروج.
وفي دهشة_ وبعد محاولات عدة لشق طريقه_ هتف بسمر قائلا ما كل هذا هل سنترك هذه الشقة إلى مكان آخر دون علمي
خرجتسمر من غرفة النوم وهي تحمل في صعوبة حقيبة ملابس أخرى وضعتها أرضا وهي تلهث قائلة حمدا لله على سلامتك. كنت أنتظرك منذ الصباح.
اقترب منها عاقدا حاجبيه وهو يسألها بقلق خيرا ماذا حدث
أزاحت خصلات شعرها المبعثرة عن وجهها وهي تحاول التغلب على لهاثها قائلة لا شيء. أعتقد أنه حان وقت حديثنا المؤجل.
تجاوزها طارق إلى الردهة وجلس في إرهاق على أول مقعد صادفه وعيناه تجوبان أرجاء الشقة وتلاحظان اختفاء ما يخص زوجته من مقتنيات ثم رفع عيناه إليها قائلا ماذا تفعلين
جلست على مقعد مواجه له وحاولت أن تبدو طبيعية وهي تقول طلبت منك أن نتحدث سويا منذ فترة ولكنك لم تكن مهيئا للحوار وأنا لا يمكنني الانتظار أكثر من ذلك. لذا أرجوك دعنا نتحدث الآن.
تراجع في مقعده محاولا الاسترخاء وأشار بيده قائلا تحدثي أنا لا أمنعك. رغم أنك اخترت توقيتا سيئا.
تنهدت في عمق وهي تقول بخفوت ومنذ متى لم يكن التوقيت سيئا
عقد حاجبيه مستفهما دون أن ينطق فعادت تقول بضيق طارق..لقد انتهى السبب الذي أعدتني لأجله.
لم يجد بدا من الاعتدال في جلسته وهو يسألها باهتمام ماذا تقصدين
تنهدت ثانية وهي تقول بحزن وانكسار لا داعي للتظاهر بعكس الحقيقة. فأنا أدرك جيدا أن عودتي إلى بيتك موقوتة وأن الهدف منها أن يتم الطلاق بشكل صحيح وبلا رجعة.
هم طارق بالاحتجاج لكنها أشارت إليه بالصمت وهي تضيف پألم لا داعي للإنكار يا طارق. لقد رأيت ذلك جليا في عينيك منذ كنا معا في دار الإفتاء. كنت مرغما على إعادتي بل وظللت تنام على الأريكة أو غرفة الضيوف ولم تدخل غرفتنا ولو مرة واحدة. لم يخف علي تجاهلك لي ورفضك الاقتراب مني وتعاملك الجاف معي. في البداية ظننت أنك لا تزال غاضبا مني بسبب غبائي السابق ولكن بعدما رأيت هالة وعرفت بأمر حملها أيقنت أنه لم يعد لي مكان في حياتك بعدما أضعت اتفاقنا.
تأملها للحظات قبل أن يتنهد في عمق ويقول بضيق أنت التي أضعت مكانك في حياتي. كنت تعلمين جيدا أنك وحدك زوجتي وأنني مستعد للتضحية بكل شيء من أجلك ورغم ذلك تركتني...بل وأهنتني أمام الجميع. أتنكرين أنني كنت نعم الزوج لك حتى يوم طلاقنا
اختنق صوتها پألم وهي تقول بمرارة كنت نعم نصف الزوج. كنت معي بجسدك فقط لكن عقلك و روحك كانت هناك معهالة وأبنائها.
لوح بإصبعه محذرا وهو يقول بحزم لا تنس أنهم أبناء أخي الراحل أيضا وأقسم لك أنني لم أفكر فيهالة كزوجة إلا بعد انفصالنا.
هتفت بمرارة لماذا إذا كنت تقارنني بها دوما مجرد محاولة لإغاظتي
أشاح بذراعه قائلا لقد كنت أحاول أن أجعلك...
قطع عبارته فجأة حينما لم يدر كيف يكملها وأكملتها هي بسخرية تقطر مرارة قائلة أن تجعلني مثلها. قد رأيت فيها الزوجة المثالية وكي لا تفعل ما يعاقبك ضميرك عليه حاولت أن تجعلني مثلها كي أروق لك لكن في أعماقك كنت معجبا بكل ما تفعلههالة. لقد أحببتها أكثر مما أحببتني_ لو أنك أحببتني من الأساس. أنا بالنسبة إليك كنت محاولة للتمرد محاولة لتحقيق شيء تريده أنت وليس والدك.
عقد حاجبيه هاتفا باستنكار ماذا تقولين أنا لم أحبك كيف واجهت والدي والجميع بحبنا إذا كيف...
قاطعته قائلة بصوت مخټنق أنت لم تفعل ذلك حبا في لقد فعلته رغبة في التمرد فحسب ولو أن والدك كان ضد زواجك منهالة لتزوجتها كي تتمرد على أوامره. هذه هي الحقيقة ياطارق للأسف. حبنا لم يكن من القوة التي حسبناها.
هم بالهتاف معترضا فتابعت هي في سرعة قائلة ودموعها تنهمر على وجهها في غزارة لو كان حبنا قويا لما انفصلنا لما انتظرنا اكتشاف خطأ الطلاق حتى نعود ثانية ولما أصبحتهالة أما لطفلك القادم. لقد أعدتني إلى عصمتك مجبرا بما قاله الشيخ وليس بدافع الحب وهذا ما تأكدت منه طيلة الفترة السابقة. لقد رضيت بأن أكون نصف زوجة في البداية لعلمي بأنك تلعب دور الزوج معي أنا فقط ودور الأب مع أبناء أخيك. أما الآن فستلعب هناك دور الأب والزوج معا وحينها سأحمل لقب زوجة دون زوج دون زوج خاص بي وحدي.
وبأصابع مرتجفة حاولت مسح دموعها المنهمرة وهي تواصل قائلة وجودي معك الآن سيعذبك و يعذبني إذا لا طائل منه لأنني أعلم جيدا أن قلبك وروحك هناك معهم. لقد اتفقنا عند زواجك منهالة أن يكون زواجكما صوريا من أجل تربية الأطفال وحيث أنك خالفت الاتفاق فمن حقي أن أطلب فسخ العقد بيننا للأبد. عد إلى زوجتك يا دكتور واتركني لو سمحت. طلقني ياطارق.
هاله مرأى دموعها الغزيرة لأول مرة وشعر پانكسار عجيب بداخلها يختلف عن انكسارها يوم اكتشفت عقمها
شعوره هذا دفعه إلى تغيير مقعده ليجلس إلى جوارها ويمد يده في تعاطف ليمسح دموعها إلا أنها نهضت مبتعدة عنه ومسحت دموعها بأصابعها بعصبية فسألها بخفوت هل أنت واثقة هذه المرة
أجابته بثبات نعم. لقد تهورت وهدمت ما بيننا يوم طلبت الطلاق لأول مرة. وعودتنا لم ينتج عنها سوى الآلام لي ولك ولهالة. ما دمت تحبها وهي تحبك فلماذا ټعذب نفسك وتعذبها وتعذبني معكما طلقني ياطارق وعد إليها. أنا لا أقبل أن تكون لي ضرة أو شريكة في زوجي وحبيبي ولا أعتقد أنهالة قد تقبل بذلك.
تنهد في عمق وهو يعود برأسه إلى الخلف قائلا بإرهاق وأسى هالة طلبت الطلاق هي الأخرى. تقول إنك أولى بي منها وإننا متحابان منذ البداية وعلى هذا فلا مكان لها في حياتي.
اقتربت منه في هدوء قائلة هذا ما أوهمنا به أنفسنا ومن حولنا أكذوبة حبنا الكبير لكن هناك خطأ ما قد يكون في حبنا أو في زواجنا أو حتى في أسلوب تربية والدك لك ولأخيك خطأ لا بد من تصحيحه الآن. عد إليها ياطارق.
رفع رأسه ليواجهها وهو يسألها بضيق هل تعلمين لماذا طلبت هالة الطلاق لأنني لم أخبرها بالسبب الحقيقي لعودتنا. لم أرد أن أجرحك ثانية. وللأسف هي تعتقد أنني مثلت عليها أكذوبة الطلاق حتى تنجب هي لي بينما أظل معك ننعم بحبنا. برأيك من المخطئ فينا أنا أم هي أم أنت
لمست كفه بتعاطف قائلة طارق كفى...إلى متى ستحمل نفسك فوق طاقتها لقد كانت عودتنا دليلا على نبل أخلاقك الذي أعرفه جيدا واليوم تؤكد ذلك بعدم حديثك عني في غيابي. ولكن كفى. لن اسمح لك بالمزيد من الضغوط على أعصابك. أنت بحاجة إلى لحظة صدق مع نفسك تتأكد فيها من أولوياتك وأثق أن هالة ستكون على رأس هذه الأولويات. ليس فقط لأنها تحمل طفلك القادم ولكن لأنك تحبها حقا. هي أيضا تحبك ولولا غيرتها عليك ما تركتك لي.
تأمل ملامحها الهادئة بتمعن قبل أن يسألها بغتة قائلا لماذا لا تصرخين لماذا لا تطلبين مني الطلاق بصوت مرتفع وانفعال شديد كما فعلت في المرة السابقة
سمحت لشبح ابتسامة بالتسلل إلى طرف فمها وهي تبتعد مجيبة لأنني أرى الأشياء بوضوح أكبر الآن. في المرة السابقة كان حزني هو سبب انفعالي حزني لأني

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات